CNN CNN

كرم جابر: تراجعت عن الاعتزال من أجل الأولمبياد

الجمعة، 13 تموز/يوليو 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN) -- أكد المصارع المصري الأولمبي كرم جابر، أنه تراجع عن قراره السابق بالاعتزال من أجل المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 2012 التي تقام في العصمة البريطانية لندن.

وقال جابر، في مقابلة مع CNN بالعربية، إنه واجه العديد من المشاكل في الآونة الأخيرة، دفعته لاتخاذ قرار بالاعتزال والاتجاه للتدريب، إلا أنه عاد لبساط المصارعة، بعد ضغوط تعرض لها من المقربين منه، من أجل مشاركته في دورة لندن الأولمبية، وإنه المشاكل التي واجهته كانت من جانب مسؤولين.

وتاليا نص المقابلة:

لماذا تكثر الأزمات حولك؟

أنا لا أفتعل الأزمات، ولكن المسؤولين هم من يفتعلوا هذه الأزمات لأسباب لا أعلمها، فقد طلبت وجود شقيقي معي في المعسكرات كمدرب وليس كونه شقيقي، ولكن المسؤولين رفضوا ذلك، رغم عدم وجود مدرب معي طوال الفترة الماضية، لدرجة أني فكرت في اعتزال المصارعة نهائيا.

لماذا فكرت في الاعتزال؟

لأن الرياضة في مصر وخاصة في الألعاب الفردية "ما بتأكلش عيش " فجميع لاعبي هذه الألعاب لا يستطيعون توفير احتياجاتهم لأن المقابل المادي منها لا يكفيهم، فأنا بطل أوليمبي ودخلي من المصارعة لا يتعدى1200 جنية شهريا " 200 دولار " فما بالك بباقي اللاعبين ؟ لذلك فأنا لست مستعد لإضاعة وقتي أكثر من ذلك في شيء متأكد من أنه لن يعود على بالنفع مثل السابق، وعلي أن أركز في مستقبلي بعيدا عن اللعبة، كما أني لم أجد نفسي الآن في اللعبة، فعند عودتي للبساط لم أشعر بالرغبة في التواجد والمنافسة عليه، وعندما يفقد الرياضي شهيته للعبة لا يكون قادر علي العطاء فيها.
تعرضت لإهمال شديد من جانب المسؤولين خاصة في إتحاد المصارعة الأب الشرعي، ولم يجيدوا التعامل معي كما يعامل الأبطال معنويا وماديا، وتجاهلوا احتياجاتي تم كان استبعادي من المنتخب ولم يفكروا في الجلوس معي، بل هاجموني في وسائل الإعلام واتهموني بالإهمال وإثارة الأزمات علي غير الحقيقة.

هل كنت الوحيد الذي تعرض للإهمال من جانب اتحاد المصارعة؟

لم أكن الوحيد، بل كان هناك ضحايا آخرين من المصارعين الذين نظموا اعتصامات كثيرة للاحتجاج علي سياسة الإتحاد الذي عامل الأبطال معاملة الناشئين، حيث كانوا يتقاضون خمسة وعشرين جنيها كمصروف جيب، ولكن للأسف الشديد هجر المصارعون اللعبة بسبب إتحاد المصارعة.

لماذا تراجعت عن القرار؟

لأني تعرضت لضغوط كبيرة ممن حولي واثق بهم، ووجدت أن عودتي لبساط المصارعة أكبر رد على من شككوا في إمكانياتي وشاركت في البطولة العربية.

كيف عدت إلي التتويج بذهبية دورة الألعاب العربية بعد غياب؟

لم يكن طريق التتويج بذهبية دورة الألعاب العربية في الدوحة سهلا أو مفروشا بالورد، ولكن دخلت في تحد مع النفس ورغبة عارمة في إثبات الذات، فقمت بإنقاص وزني من 69 كيلو جرام إلي 84 كيلو جرام، أي نقصت 12 كيلو مرة واحدة دون أن تحدث أي مضاعفات بدنية أو فنية، وهذا الميزان الجديد سيكون بوابتي للعودة إلي منصات التتويج من جديد لأني أجيد اللعب فيه، فقد سبق وأن واجهت لاعبين به وتفوقت عليهم وقد أسعدني الاستقبال الجماهيري القطري والعربي والحفاوة البالغة من اللجنة المنظمة مما كان له دور كبير في رفع معنوياتي واستعادتي الثقة والدخول في أجواء المنافسات، وهو ما ضاعف من همتي في الفوز بالذهب ورفع علم مصر وعزف السلام الوطني المصري الذي أشعر معه بالفخر، خاصة وأني حققت الهدف وأسعدت المصريين.

هل توقعت الفوز بذهبية دورة الألعاب العربية؟

بصراحة كان لدي إحساس قوي بالفوز بذهبية العرب رغم شراسة المنافسة في البطولة لأني كنت في حاجة إلي العودة إلي نفسي وهذا لا يحدث إلا بالتتويج في إحدى البطولات الكبرى، ولأني صمت فترة طويلة عن البطولات كما يكون حال هداف كرة القدم الذي يخاصم الشباك ويحتاج إلي إحراز هدف يعيد له الثقة، ولا أنسي أن أوجه الشكر في هذه المناسبة إلي كل من ساندي وعلي رأسهم الكابتن حسن الحداد الذي أهلني نفسيا ومعنويا.

البعض يتهمك بالتقصير في حق نفسك؟

نعم قصرت في حق نفسي في فترة معينة كنت قادر خلالها علي إضافة المزيد من الإنجازات إلي تاريخي، ولكنني الآن راض تمام عن نفسي، خاصة وأني حققت إنجازات عديدة أهمها ذهبية أولمبياد أثينا وهو إنجاز غاب عن مصر 50 عاما.

ما أسباب سقوط المصارعة الرومانية في دورة الألعاب العربية؟

للأسف الشديد سقوط المصارعة المصرية في دورة الألعاب العربية لم يكن مفاجأة لي والمتابعين للعبة في مصر، لأنه انعكاس لحالة الفوضى التي تفرض نفسها علي إدارة المصارعة، ويكفي إنه في الفترة من 2009 إلى الآن سقط خمسة مصارعين في بؤرة المنشطات ولم يتحرك أحد، ولهذا جاءت النتائج مخيبة للآمال فحصلنا علي ذهبية واحدة في المصارعة من بين سبع ذهبيات في الأوزان السبعة الموجودة في البطولة، واحتلت مصر المركز الثالث خلف الأردن التي فازت بالمركز الأول والعراق التي جاءت في المركز الثاني.

كيف تري مستقبل المصارعة في مصر؟

الأمر يحتاج إلي وقفة سريعة من جانب المجلس القومي للرياضة، لأن هناك ناشئين واعدين وأبطال علي الطريق ولكنهم يحتاجون إلي مناخ ملائم من خلال توفير المعسكرات الخارجية في دول أوربا الشرقية التي تعد معقل المصارعة الرومانية إذا كنا نفكر في صناعة أبطال جدد قادرين علي التتويج الأوليمبي كما حدث معي من قبل، والتخلص من الأخطاء والتي كان من بينها ظهور حالتين للمنشطات في دورة الألعاب العربية بالدوحة.

هل تمت الموافقة علي انضمامك لمشروع البطل الأوليمبي؟

نعم فقد وافق رئيس المجلس القومي للرياضة د. عماد البناني، على ضمي لمشروع البطل الأوليمبي المتميز كي ابتعد عن إتحاد المصارعة الذي يعج بالأزمات حتى أكون مشغولا بالتركيز التام في اقتناص ميدالية أوليمبية، خاصة أني قريب منها لأني أشعر الآن بالراحة النفسية التي كانت غائبة عني طوال الفترة الماضية لولا تدخل رئيس المجلس القومي للرياضة.

ألا تؤثر تلك المشاكل العديدة على إعدادك لأولمبياد لندن؟

لاشك أن المشاكل التي كانت تحيط بي أثرت على تركيزي في التدريبات وبطولات الإعداد لأولمبياد لندن، رغم أني عدت للمصارعة من أجل تحقيق ميدالية أولمبية لمصر، وأتمنى أن أحققها برغم كل المعوقات، والآن أقول أن المشاكل التي مرت بي لن تؤثر علي في الفترة المقبلة، بعد أن وضعت كل الأزمات وراء ظهري من أجل الأولمبياد.

هل ترى أحدا في المصارعة قادر على تحقيق إنجاز عالمي؟

بصراحة لا، فلا يوجد مصارع مصري حاليا قادر علي تحقيق أي إنجاز عالمي أو دولي، وهذا ليس عيبا في لاعبينا ولكن العيب في الإدارة التي تحكم اللعبة والإهمال الذي يعاني منه اللاعبين، حيث أصبح أقصي طموحاتنا هو المنافسة العربية والإفريقية فقط.

ما هو تقيمك للألعاب الفردية في مصر؟

الألعاب الفردية في مصر ليس لها مكان لأنها لا تعود بالنفع سوي علي المسئولين الذي يتصارعون من أجلها فقط، والضحية الوحيدة هو اللاعب" المسكين " الذي يسعي إلي تحقيق مجد شخصي له ولبلده، ولكنه يصطدم بأطماع وحقد البعض من أعداء النجاح.

معنى ذلك أن مصر غير قادرة علي صناعة بطل؟

نعم، فنحن أخر شعب يستطيع أن يصنع بطل لعدة أسباب، أهمها إننا لا نملك الإمكانيات اللازمة لذلك سواء فكريا أو تدريبيا أو اداريا، بمعني أننا لا نملك فكر صناعة البطل كما هو بالخارج كما إننا لا نملك مدرب قوي قادر علي ذلك، وإداريا فنحن مازلنا نعيش "عصر الكرسي" فكل مسئول لا يهمه سوي الكرسي الجالس عليه ومستعد لعمل أي شيء للحفاظ عليه حتى لو كان ذلك علي حساب الآخرين لأننا شعب لا يحب النجاح.

هل أنت راض عن مشوارك في المصارعة؟

حققت بطولات أعتز بها جدا عندما كنت ألعب في وزن 96 كيلو جرام ومن بينها كأس العالم 2001 في فرنسا وبطولة العالم 2002 في موسكو وبطولة العالم 2003 في فرنسا قبل أن أتوج بذهبية أولمبياد أثينا 2004، وهي أول ذهبية تحرزها مصر بعد غياب دام 56 عاما منذ أخر ذهبية أوليمبية في لندن عام  1948.

ماذا ستفعل بعد اعتزال المصارعة؟

سأحضر دراسات عليا في المصارعة والأحمال التدريبية واللياقة البدنية، وهي دراسات في ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وألمانيا، لأني قررت الاتجاه للتدريب بعد الاعتزال.

ما السبب وراء اتجاهك للتدريب؟

لأني أريد أن أشارك في صنع الأبطال وأجنبهم ما تعرضت له في مشواري، كما أن لدي مشروع أخر ولكني أجلته من أجل الأولمبياد.

ما هو مشروعك المؤجل؟

أدرس خوض تجربة العمل الإعلامي عن طريق تقديم برنامج خاص عن المصارعة، ولدي عروض في عدد من القنوات الفضائية، وسوف أحدد القناة التي سأعمل فيها قريبا.

كيف بدأت الحكاية؟

كنت قد اتفقت بالفعل مع التليفزيون المصري علي تقديم برنامج "المصارعة مع كرم جابر" علي القناة الثانية ولكن لأسباب لا أعلمها خاصة بالإنتاج أو القناة نفسها تم تأجيله أكثر من مرة، بعدها قررت البحث عن قناة فضائية لتقديم برنامج عليها.