CNN CNN

تركيا: تفويض الحكومة نشر قوات خارج الحدود ودمشق تنفي الاعتذار

السبت، 03 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

إسطنبول، تركيا (CNN) -- وافق البرلمان التركي الخميس، على مذكرة تفويض تمنح الحكومة صلاحية استصدار قرار بنشر قوات خارج الحدود، إذا اقتضى الأمر، وذلك إثر سقوط قذائف سورية قرية تركية الأربعاء، ما أدى إلى مقتل خمسة أتراك، وتزامن ذلك مع إعلان أنقرة تلقيها لاعتذار رسمي من دمشق، الأمر الذي نفاه مندوب سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري.

وقال بشير أتالاي، نائب رئيس الوزراء التركي، إن سوريا "أقرت بمسؤوليتها عن القصف وقدمت اعتذارها."

غير أن الجعفري رد بالقول إن بلاده تقوم بـ"تحقيق دقيق لمعرفة مصدر إطلاق القذيفة التي سقطت بالجانب التركي، والتحقيق الرسمي لم ينته بعد."

وحول الاعتذار لتركيا قال الجعفري: "الحكومة السورية، وعلى لسان وزير الإعلام، عبرت عن تعازيها للضحايا وأسرة السيدة (القتيلة) والشعب التركي، لكنه لم يكن اعتذاراً، كان تعبيراً عن التضامن مع المدنيين، ومع هذه السيدة وأطفالها، والتعاطف مع هذه المأساة التي لحقت بالعائلة."

وجاء موقف الجعفري في رده على أسئلة للصحفيين بالأمم المتحدة بعد تقديمه لرسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حول الوضع على الحدود مع تركيا.

وفي أنقرة، نقلت وسائل إعلام تركية أن 320 نائبًا صوتوا لصالح مذكرة التفويض مقابل معارضة 129 نائبًا، خلال جلسة البرلمان المغلقة التي استغرقت زهاء أربع ساعات، بحسب وكالة "الأناضول" شبه الرسمية.

وفي معرض تبريره إجازة التفويض، قال البرلمان إن الوضع الراهن يعتبر بمثابة تهديد للأمن القومي التركي، مضيفاً بأن الأعمال العدائية من قبل الجيش السوري، متواصلة رغم التهديدات والمبادرات الدبلوماسية من جانب أنقره.

وشدد نائب رئيس الوزراء التركي، بشير أطلاي، في تصريح عقب جلسة البرلمان،  على أن "المذكرة ليست تفويضًا بإعلان حرب على أي دولة أو جهة."

ويأتي التطور وسط مواصلة الجيش التركي قصفه لمواقع عسكرية سورية بالقرب من الحدود بين البلدين، صباح يوم الخميس، ردا على قصف سوريا لبلدة حدودية تركية.

وتثير الهجمات عبر الحدود مخاوف من اتساع نطاق الحرب الأهلية في سوريا، والتي قد تشعل صراعا أوسع نطاقا في المنطقة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن الهجمات تظهر "مدى تهديد الصراع في سوريا ليس فقط لأمن الشعب السوري ولكن على نحو متزايد قد يتسبب في ضرر لجيرانها."

وذكرت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا أن الجيش التركي قصف مواقع عسكرية سورية في بلدة تل أبيض، على بعد حوالي 10 كيلومترات من الحدود التركية يوم الخميس.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا من الجنود، لم يحدده، من القوات السورية لقي مصرعه في القصف التركي لموقع رسم الغزال العسكري، الى الجنوب من تل أبيض.

وقال إبراهيم كالين، مستشار السياسة الخارجية لرئيس الوزراء التركي في حسابه على موقع تويتر يوم الخميس إن "تركيا ردت يوم أمس على حادث إطلاق النار دون أن تعلن الحرب على سوريا... المبادرات السياسية والدبلوماسية مستمرة."

وأضاف كالين القول إن "تركيا ليست لها مصلحة في حرب مع سوريا، لكن تركيا قادرة على حماية حدودها وسترد عند الضرورة."

وكان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا، وجرح واكثر من عشرة أشخاص، عندما تعرضت بلدة أكاكالي التركية حدودية لقصف بواسطة المدفعية من قبل القوات الحكومية السورية يوم الأربعاء.

وقال بيان صادر عن رئاسة الوزراء التركية، إن القوات المسلحة التركية الموجودة على الحدود السورية "قامت بالرد الفوري والمباشر على الهجوم الغاشم الذي وقع اليوم جنوب شرق تركيا، وفقا لقواعد الاشتباك."

وأضاف البيان أن أجهزة الرادار التركية أظهرت الأهداف السورية التي أصابتها قوات المدفعية التركية الموجودة على الحدود، لافتا إلى أن عملية الرد "جاءت في إطار قواعد الاشتباك وقوانين المجتمع الدولي."

وأكد البيان على أن تركيا "لن تصمت بعد اليوم على الاستفزازات التي يقوم بها النظام السوري، والتي يهدد بها أمنها القومي بين الحين والآخر."

ودعا حلف شمال الأطلسي "ناتو" النظام السوري إلى "وقف انتهاكاته للقانون الدولي،" وذلك في أعقاب اجتماع خصصه لبحث الوضع في تركيا الأربعاء.

وقال بيان صادر عن الحلف إن الاجتماع جاء "في ضوء الاعتداء الأخير للنظام السوري على الحدود الجنوبية للحلف، وهو أمر يخالف القانون الدولي."

وقد أجرى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اتصالا هاتفيا برئيس الأركان التركي، الجنرال نجدت أوزال، وتلقى منه معلومات مفصلة عن الحادث الذي وقع جنوب شرق البلاد، كما اتصل بالأخضر الإبراهيمي الممثل الأممي والعربي الخاص إلى سوريا، وأطلعه على آخر التطورات التي تشهدها المنطقة التي وقع فيها الحادث.

يذكر أن هذه الحادثة الحدودية ليست الأولى من نوعها، ففي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت السلطات السورية أنها أسقطت طائرة تركية بعد أن دخلت مجالها الجوي، وقد أدى الحادث إلى مقتل طيارين تركيين، وتصر السلطات التركية على أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض - جو بعد مغادرتها الأجواء التركية، الأمر الذي ينفيه الجانب السوري.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.