CNN CNN

هل تتحول ايران إلى ألمانيا الشرق الأوسط؟

مقال للزميل جون دفتريوس
الاثنين، 23 كانون الأول/ديسمبر 2013، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن الاتفاق التاريخي الذي استمر لفترة ستة أشهر حول برنامج ايران النووي، قد يؤدي إلى بدء حقبة جديدة في العلاقات مع العاصمة الإيرانية طهران، إلا أن الطريق ربماً يكون طويلاً أمام القطاع الأكثر حيوية في البلاد، أي النفط.

اقرأ أيضا..العراق: الاتفاق مع إيران سيقلل دور السعودية وقطر بالمنطقة

وتنتج طهران حوالي اثنين ونصف المليون برميل من النفط يوميا، مقارنة بأربعة ملايين برميل من النفط منذ فترة عقد من الزمن. ويستقر الإنتاج على المستوى الذي كان عليه في نهاية الحرب الإيرانية مع العراق.

وتكلف العقوبات على الطاقة مع إنتاج خام برنت من بحر الشمال بمعدل أكثر من مائة دولار للبرميل الواحد لفترة ثلاث سنوات على التوالي، حوالي 50 مليار دولار من العائدات السنوية المفقودة.

اقرأ أيضا..البيت الأبيض: إيران قد تحصل على 4 مليارات دولار

وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري، قد قال في وقت سابق إن "غالبية العقوبات ستبقى على حالها، حتى يقيس العالم نوايا الإدارة الجديدة في طهران." وأضاف أن العقوبات النفطية "ستبقى في مكانها خلال فترة ستة أشهر، ما سيتسبب بأكثر من 25 مليار دولار من العائدات المفقودة."

اقرأ أيضا..إيران: لن نوقف تخصيب اليورانيوم أو العمل بـ"آراك"

أما الرسالة فواضحة، فإن الضغوطات ستستمر، ولكن إذا سارت الأمور بشكل جيد، فإن طهران ستحقق خلال فترة نصف عام، المزيد من التقدم في مقابل الشفافية. 

اقرأ أيضا..روحاني: النار والبارود لا يؤثران على طاولة المفاوضات

وتمتلك ايران حوالي 9 في المائة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، مدعية قبل أعوام قليلة، أن لديها حوالي 150 مليار برميل من النفط، وأكبر حقل للغاز في العالم. ولكن، كبار عملائها، أي أي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، قلصوا واردات الطاقة، بمعدل الثلث أو أكثر في السنوات القليلة الماضية، بسبب الضغوط الامريكية والأوروبية.

اقرأ أيضا..إيران تهدد بالانسحاب من المفاوضات النووية

ورغم أن دول عدة، من بينها واشنطن ودول الإتحاد الأوروبي، شددت الخناق على إيران خلال الأعوام الماضية، إلا أن العقوبات لم تقتصر على النفط فقط، ولكن، شلت قدرة ايران أيضاً على تأمين النقل البحري، والتجارة بعملتي الدولار واليورو. وهذه العزلة الاقتصادية، بالتحديد بحسب بعض الخبراء الاستراتيجيين في الشرق الأوسط، أدت إلى جلب الحكومة الإيرانية الجديدة إلى طاولة المفاوضات.

اقرأ أيضا..رجل دين إيراني: السلفية مؤامرة غربية ومحمد بن عبدالوهاب يكفر الشيعة

وفي العام 2012، انخفض الريال الإيراني بنسبة تصل إلى 80 في المائة. أما المواد الغذائية الأساسية، والدواجن، والخبز، فارتفعت أسعارها، ومر الإقتصاد بفترة من التضخم الجامح.

ومع ارتفاع أسعار الواردات بسبب تراجع العملة، فإن إيران الصناعية لم تعد قادرة على المنافسة. وهناك تقارير تفيد أن قطاع الصناعات التحويلية في الدولة صرف حوالي 800 ألف عامل في العام 2012، فضلاً عن أن الأشخاص الذين بقوا في وظائفهم، عانوا من تآكل أجورهم بفعل ارتفاع الاسعار.

اقرأ أيضا..إيران: نحدد مستوى تخصيب اليورانيوم مع دول 5+1

ويرى بعض الخبراء أن هذا الاتفاق المبدئي سيساعد في رفع سحابة من عدم اليقين بشأن سوق النفط. ولكن، الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته يجب أن يحققوا شروطاً أفضل لإبرام العقود، إذا كانت فترة شهر العسل سترفع من العقوبات.

اقرأ ايضا..قائد الحرس الثوري بإيران: دعمنا لسوريا أحبط المؤامرة ضدها

وقد أعربت السعودية، المنتج العملاق للنفط، عن شكوكها حول توقيع اتفاق مع طهران، ما سيفرض المزيد من التحديات داخل "أوبك". وتعتزم ايران مضاعفة إنتاج النفط بحلول العام 2020 إلى ستة ملايين برميل يومياً، وإعادة بناء الصادرات، ما سيؤدي إلى خفض إنتاج السعودية الراغبة في الحفاظ على مستويات الأسعار.

اقرأ أيضا..إيران تستعرض قواها بـ30 صاروخا بالستيا

وربما ما زال الوقت مبكراً، ولكن يمكن وصف ايران التي تضم حوالي 80 مليون شخص، بألمانيا الشرق الأوسط مع الكثير من الموارد الطبيعية، وذلك إذا تمكنت من الخروج من سنوات العزلة الاقتصادية.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.