CNN CNN

عدنان يوسف: خلاف مذاهب بصكوك مصر والضرائب قادمة بالخليج

الجمعة، 03 أيار/مايو 2013، آخر تحديث 00:01 (GMT+0400)

(شاهد المقابلة) (طالع المقابلة بالإنجليزية)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توقع عدنان يوسف، رئيس اتحاد المصارف العربية، أن تسجل البنوك بالمنطقة نموا يصل إلى 15 في المائة خلال 2013، واستبعد تأثرها بـ"حرب عملات"، ورأى أن موضوع فرض الضرائب في الخليج "قادم" لا محالة، وقلل من شأن الخلاف حولالصكوك في مصر،كما فضّل تجنب التسرع في فرضالمصرفية الإسلامية بليبيا، مؤكدا قرب إطلاق مشروع البنك الإسلامي العملاق بقطر.

وقال يوسف، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لمجموعة "البركة" المصرفية التي تحتل مرتبة متقدمة بين المؤسسات المصرفية الإسلامية، إن مصارف السعودية والإمارات وقطر ستحقق أكبر المكاسب خلال العام، واستبعد تأثر البنوك العربية بأزمة قبرص.

ما هي نتائج المصارف العالمية في الربع الأول من هذا العام بشكل عام؟

عدنان يوسف: في بداية 2012 كان هناك أزمة الديون السيادية في أوروبا، وكنا نتوقع أن يحصل نمو في البنوك العربية بما بين 10 إلى 12 في المائة، وقد أنهت البنوك العام على بنتائج ممتازة من ناحية نمو الأرباح، ومع بداية 2013 أتوقع زيادة نسبتها 15 في المائة في صافي الأرباح خلال العام، ومجموع صافي الأرباح للبنوك العربية خلال 2013 سوف يقارب 40 مليار دولار أمريكي، فهذا يدل على وجود نمو كبير، ولكنه لن يأتي من جميع الدول العربية، الثقل الأكبر سيأتي من الخليج، أما الدول العربية الأخرى فسوف تشهد نمواً تدريجيا.

ماذا عن مجموعة البركة؟

عدنان يوسف: في مجموعة البركة نتوقع خلال عام 2013 أداء أفضل بكثير من 2012، وإن كانت أرباح 2012 قد نمت بنسبة 11 في المائة مقارنة بعام 2011، نتوقع كذلك افتتاح 62 فرعاً، في شبكة مجموعة البركة المصرفية، أي سوف نقفز بعدد فروعنا إلى أكثر من 500 فرع.

كيف ترى تأثر المصارف العربية بشكل عام واقتصاد دول الخليج بشكل خاص بما يسمى بحرب العملات؟

عدنان يوسف: فيما يخص حرب العملات، فإن دول الخليج لا تعاني مشاكل كبرى، إذ أن ثقلها يأتي من قوة الدولار، والدولار حالياً بموقع قوي مقارنة بالعملات الأخرى، وخلال الأعوام القليلة الماضية كانت الناس تكتب عن موضوع خروجنا من الربط بالدولار وتدعو إلى ربط عملاتنا باليورو، وأنا كتبت في تلك الفترة بأن الأفضل هو وجود سلة للعملات، لكي لا نتأثر بما يحدث في الأسواق، الحمد لله الكثير من البنوك العربية وبالذات بدول الخليج، فضلت أن يكون ثقلها في الدولار أكثر من العملات الأخرى، الآن هنالك انخفاض كبير في سعر اليورو، نتوقع كذلك انخفاض أكبر في سعره، لأن هنالك عدم ثقة باليورو، بعد مشاكل قبرص، والطريقة التي حلت مشاكل قبرص بها.

هل ترى بأن أسلوب التعامل مع الوضع الاقتصادي في قبرص ستشكل نقطة تحول للعمل المصرفي حول العالم؟ وما تأثيرها على المنطقة؟

عدنان يوسف: على ما أعتقد أن الاهتمام بقبرص لم يكن ليحصل بهذا الشكل لو لم تكن ضمن مظلة اليورو، لأن سوقها صغيرة، وكذلك بنوكها لا تقارن بحجم البنوك الأوروبية، ولكن قبرص دخلت في اليورو، ودخولها هذا أعطاها ثقلاً وجعلها جزءاً من السوق الأوروبي، إذ أن كثيراً من الودائع أتت إلى هذا السوق الذي يتسم بصغر الحجم، والآن بدأت المشاكل تخرج عن نطاق السيطرة، وهنالك دول على القائمة سوف تواجه بعض المشاكل التي واجهت قبرص.

صرحتم في السابق بأن مصارف دبي استفادت بالوضع في قبرص، هل الموضوع ظرفي؟

عدنان يوسف: قبرص كانت معروفة بكونها منطقة لحماية الودائع، ولكن دخولها تحت مظلة اليورو شجع الناس بشكل أكبر على الإيداع في بنوكها، المشكلة الكبرى الآن أن هذه الودائع موجودة من قبل دول مثل روسيا والآن فتح الباب أمام خسارة الكثير من المؤسسات المودعة لأموالها، وأخشى الآن أن تقع مشكلة كبرى، ألا وهي أن الكثير من البنوك الصغيرة والمتوسطة الحجم، حتى في أوروبا، سوف تواجه مشكلة كبرى، إذ أن الكثير من المودعين سوف يتوجهون إلى البنوك الكبيرة المملوكة للدولة، التي لن أخشى ألا تكون في مأمن وأن يصل حالها إلى وصلت إليه البنوك القبرصية.

وهنالك نقطة مهمة لم نثرها من قبل، إذ أنه كان هنالك مدقق خارجي على ميزانية البنوك القبرصية عام 2011 ولكن مع الأسف لم يكن هنالك تسليط إعلامي على هذا الموضوع فتم الموضوع تحت غطاء معين، وأن هذا البلد وهذه البنوك تحت السيطرة وتحت السوق الأوروبية، فكانت مشكلة كبرى.

بالنسبة لدول الخليج وأرباح المصارف، هل يمكن أن تحدد لنا الدول التي ستستفيد أكثر من سواها من أرباح المصارف؟

عدنان يوسف: على ما أعتقد ستكون السعودية في الطليعة، تليها الإمارات ومن ثم قطر، لعدة أسباب: لأن هذه الدول تشهد طفرة اقتصادية قوية لا مثيل لها، إذ أن السعودية رصدت أكبر ميزانية العام الماضي وذلك للبنية التحتية وللمشاريع القادمة في المملكة. والإمارات للأسباب ذاتها، إذ قامت برصد مبالغ ضخمة لإعادة هندسة الاقتصاد. قطر كذلك تشهد مشاريع ضخمة إذ أن جزءاً من المشاريع تم الانتهاء منه مثل المطار، وهنالك خطط مستقبلية سوف تكون كبيرة جداً للاقتصاد القطري.

إذا فالمشاريع ستكون المصدر الرئيسي للأرباح؟

عدنان يوسف: أجل المشاريع، إذ تستفيد البنوك من الحركة الاقتصادية، كلما زادت المشاريع زادت الإنفاقات الكبيرة في الدولة، وبالتالي فإن البنوك بالتأكيد ستستفيد منها من ناحيتين: من ناحية العملاء الجدد، ومن ناحية التمويلات الجديدة.

هل تعتقد بأن قرار ليبيا بالتوجه بالكامل نحو المصرفية الإسلامية هو قرار واقعي؟

عدنان يوسف: عند التحدث عن البنوك الإسلامية، أنا لا أحب الاستعجال في الأمور، أنا أحب أن تكون هنالك ثقافة، إذ أنها ليست مجرد أنظمة توضع، أو منتجات تنزل في الأسواق، يجب وجود ثقافة واستيعاب، ويجب وجود رقابة وإشراف من قبل البنك المركزي وبالطرق السليمة، فيجب علينا ألا نستعجل طرح المنتجات الإسلامية في السوق، إذ لا توجد بنوك إسلامية دون وجود ثقافة.

بالنسبة لمصر، ما هو برأيك تأثير أزمة الصكوك الحاصلة حالياً، على السند الشرعي لها؟ 

عدنان يوسف: في مصر؟ لا أنا أعتقد بأن هذه مدارس فقهية، واعتدنا وجود اختلاف على المدارس الفقهية باستمرار، واعتدنا على وجود مناقشات علمية وفقهية، وكثير منها ما يحل بعد فترة معينة.

ما رأيك برغبة دبي في التحول لعاصمة للصكوك الإسلامية، وسط وجود عواصم أخرى بمثل هذه الصفة مثل المنامة؟

عدنان يوسف: دبي تمتلك القوة في السوق التجاري، ومن ناحية الصكوك. وأنا أرى أنه لولا احتضان البحرين للبنوك الإسلامية لم نكن لنرى البنوك الإسلامية بوضعها اليوم، ولكن ذلك لا يعني بأنه لا يمكن لأحد إنشاء أسواق جديدة، بل على العكس، إذ يمكن أن تستفيد كل من دبي والبحرين من إنشاء أسواق جديدة، لأن البحرين كذلك سوف تقوم بتجديد الأنظمة الخاصة بعملية الصكوك والمنتجات الإسلامية. وأنا أظن بأنه لن يكون هنالك تعارض بين وجود سوق للصكوك الإسلامية في دبي، وبين الصرافة الإسلامية في البحرين.

هل تخشى تأثر الصيرفة الإسلامية بالاندفاع السياسي للقوى الإسلامية في المنطقة؟ سواءً سلباً أو إيجاباً؟

عدنان يوسف: لم نتأثر بهذا الموضوع سلباً ولم نستفد إيجاباً، نحن استفدنا في فترة من الفترات بالوعي الصحيح من قبل المجتمع فيما يخص البنوك الإسلامية. نعم هنالك اندفاع قوي فيما يخص الصيرفة الإسلامية،  ولكننا لا نريد تدخل العواطف في الموضوع بل نريد للناس أن يأخذوا هذه المنتجات بطريقة سلسة وسليمة وبقناعة.

أين أصبحتم فيما يخص التطورات القانونية الأمريكية، على صعيد الفاكتا والعقوبات المفروضة عليها؟

عدنان يوسف: بالنسبة لتعامل بنوكنا العربية في إيران، فإنه كان قليلاً جداً، يعني لا يمكن بأن أقول أن التعامل كان كبيراً، إذ أن أكبر سوق كان يتعامل فيه من ناحية التجارة كانت الإمارات، والإمارات تريد أن تحد من موضوع تجارتها مع إيران. وفيما يخص موضوع الفاكتا قمنا في الاتحاد بدور كبير في تنظيم منتديات وورشات خاصة لتعريف البنوك العربية بالفاكتا، من حيث سلبياتها وإيجابياتها والطرق التي يجب حلها، كذلك قمنا بمراسلات مع البنوك المركزية العربية لتنويرهم أو إعطائهم فكرة كاملة عن الأمور التي سوف تترتب على البنوك العربية في حال عدم تطبيقها للشروط الواردة.

اتجاه دول الخليج لفرض ضرائب خلال 2015؟

عدنان يوسف: في كل الأحوال ستأتي الضرائب في نهاية المطاف، لكن يجب علينا أن لا ننظر إليها بشكل سلبي، علينا أن نستفيد من السلبيات الموجودة في تجارب الدول الغربية، وفي الدول الأخرى التي تفرض الضرائب، إذ أن الضريبة العالية يمكنها أن تؤثر على الاقتصاد وعلى نموه، ولكن يجب على المجتمع في الوقت نفسه أن يدفع ضريبة للدولة، لأن المواطن يستفيد من جميع الخدمات التي توفرها الدولة، لذا يجب عليه رد الجميل.

هل سيقتصر الموضوع على ضريبة القيمة المضافة؟

عدنان يوسف: القيمة المضافة هي جزء من الضريبة، مهما اختلفت تسميتها.

فيما يخص مشروع البنك العملاق الإسلامي، أين أصبحتم في خطوات تنفيذ المشروع؟

عدنان يوسف: أوشك هذا المشروع على الانتهاء، إذ احتضنت قطر هذا المشروع، وسيتشارك العديدون في هذا المشروع، مثل بنك التنمية الإسلامي، وكذلك هنالك الشيخ صالح كامل، وهنالك الجهة الراعية، ألا وهي الحكومة القطرية، وهم منطلقون بالمشروع وقد توقعت الاتفاقية لتأسيسه، لكن لم تحدد تسمية له بعد.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.